لوحات الفنانة الاغا 000 مدد بصري عريق
رسمي الجراح - تعود الفنانة العراقية وسماء الاغا في تجربتها الفنية التي تحمل عنوان واحات الوجد التي كشفت عنها في جاليري برودواي الى ذاكرة زمنية عربية انقضت ، حيث تحتفي الفنانة بالجانب الحميم والكرنفالي من تلك الحقبة وطقوس الافراح ، وتصور ايضا منها حالات الحب والوجد.موسيقى وحناء ورمان والوان وثياب مزركشه ورقص وحميمية وانتظار وتربص وهيام وطبالون وموسيقيون وديوك كل تلك التوليفة من المفردات وغيرها الكثير هي التي اثثت فيها الفنانة تكويناتها في السطوح التصويرية لتؤشر على فحولة الذكر ورقة الانثى وهما بطلا اللوحات التي تحتشد فيها الكثير من الشخوص .تقترب الفنانة في صياغاتها التكوينية من المشهديات الفنية عند الواسطي ومنمنماته والفن الفارسي والتركي حيث التلوينية البراقة والخليط اللوني المتعدد والتداخلات اللونية والخطوط المتداخلة والتنقيط والزخرفه وثراء التفاصيل البذخ السردي واللوني .تستعين الفنانة بمدد بصري وفكري عريق وعتيق وتعيد صياغة المشهد باسلوب معاصر فيما تحافظ على تقريب الموضوع او الطقس الى زمن خلفاء عرب في بغداد ودمشق ومصر وعواصم اخرى لتقف في منطقة وسطى بين زماننا وزمن اخر حيث تضمن عدد من المشاهد مفردات حديثة مثل ماكينة الخياطة الشهيرة سنجر و والفونوغراف والبوق الموسيقي .تقترح الفنانة الاغا لمشهدياتها لوحات كبيرة الحجم لتفي المواضيع حقها ولكي تكون قادرة على جمع تفاصيل كثيرة لموضوعات مثل الزفاف وحلقت الرقص و حفلة الجالغي ومجلس الخليفة و الحفلة ولوحات الهجرة والعودة وغيرها من اللوحات .تجتهد الفنانة للمواءمة بين طقوس تتعلق بالمراة والرجل وبين ارث فكري عريق ووسيطها هو التقنية و المهارة في الاخراجية الفنية والتلوينية الشاعرية والحالمة والتاكيد على موسيقى اللون وموحيات وتعبيرات الطقس الشاعري و اللوني للموضوع المتناول .تصور الفنانة المراة العربية والعراقية تحديدا و الرجل العربي وذلك امر لايمكن اخفاؤه فالازياء و المفردات والاشارات وطريقة التاثيث في اللوحة فجميع الشروط المقرونة سعي لتقريب اللوحة من الملمح الشرقي وهو انتماء فكري وبصري من الفنانة لتاريخها وارثها.استطاعت الفنانة التعبير عن المواضيع التي اختارتها برؤيه ناجحه وطرح عميق وغير مبتذل ونقلت من خلال التلوينية المكثفة وديناميكية الحراك للشخوص التعبير برشاقة عن ما اختارته الفنانة سواء من المخيلة او التاريخ السردي وابرزت اللوحات جهدها في انجاز لوحة تحمل شروطها الفنية وجماليات نبشت عنها بعد بحث عميق لتؤكد على ثراء الشرق في صوره الفنية .يستمر معرض الفنان في الجاليري الواقع في الصويفية حتة الثاني و العشرين من الشهر الجاري الفنانة الاغا استاذة في تاريخ الفن الاسلامي والحديث في كلية الفنون الجميلة -جامعة بغداد و في كلية الفنون الجميلة \جامعة صلاح الدين ، نالت الفنانة العديد من الجوائز منها جائزة التخطيط والالوان لندن في العام 1975. حازت على شهادة البكالوريوس في الفنون التشكيلية عام1981ونالت شهادة الماجستير في فلسفة فن التصوير الاسلامي جامعة بغداد عام 1987بدرجة امتياز.. كان اول معرض لها في عام 1976،المتحف الوطني للفن الحديث بغداد. اشتركت في عام 1976 بلوحة بعنوان (ماساة تل الزعتر) على قاعة المتحف الوطني للفن الحديث ،شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية وفي مجال الفن والدراسات التراثية ،داخل العراق وخارجه.عملت مصممة للديكور ورسامة ايضا في تلفزيون بغداد من عام 1976-1980،وهي ما تزال طالبة في كلية الفنون الجميلة بغداد، لها مشاركات عالمية ومقتنيات في كل من لبنان مصر الاردن تونس المغرب المانيا بريطانيا سويسرا امريكا والدنمارك وفلندا . صدر لها كتاب بعنوان: (التكوين وعناصره التشكيلية والجمالية في منمنمات الواسطي)عام 2000. وكتاب الواقعية التجريدية في الفن .